للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جازم مطابق لموجبه» (١).

وعرّفه الحكماء (٢) «بأنه حصول صورة الشيء في العقل، والأولى في العقل ليشمل العلم الجزئيات المادية عند من يقول بارتسام صورها في القوى والآلات دون النفس» (٣).

وهذا بناء على أنه من مقولة الإضافة. وعرّفه بعضهم «بأنه قبول النفس الصورة الحاصلة من الشيء عند العقل بناء على أنه من مقولة الكيف.

قيل هذا هو المذهب المنصور لأن المتبادر من صورة الشيء الصورة المطابقة أي الموافقة للواقع، لأن الصورة توصف بالمطابقة كالعلم فلا يشمل الجهليات المركّبة. والإضافة والانفعال لا يوصفان بالمطابقة لامتناع وجودهما في الخارج. وعرّفه بعض الأصوليين (٤) بأنه صفة توجب تمييزا بين المعاني لا يحتمل النقيض، وهذا وإن كان شاملا للتصديقات اليقينيّة والتصورات بناء على أنها لا نقائض لها، لكنه لا يشمل إدراك الحواس، وغير اليقينيات من التصديقات فلا يكون جامعا.

وقال ابن الحاجب (٥): هو أوضح الحدود صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض. وهذا أيضا كالمتقدم فإنه وإن شمل ادراك الحواس بناء على عدم التقييد بالمعاني لكنه لا يشمل غير اليقينيات.

وقال بعض الكلاميين (٦): بأنه الإدراكات-وهي ظاهرة: كإحساس المشاعر الخمس:


(١) انظر الرازي، محصل أفكار المتقدمين، ص ١٤٤؛ الإيجي، م. س، ص ١٠.
(٢) الحكمة لها تفاسير مختلفة لدى اللغويين في المعاجم، وقد أصبحت مرادفة لكلمة فلسفة، وفي الأصل، الفلسفة، اليونانية التي نقلت بالترجمة إلى العربية، والحكماء هم الفلاسفة، انظر ابن منظور، لسان العرب،٩/ ٢٧٣؛ دائرة المعارف الإسلامية،٨/ ١٤.
(٣) انظر الإيجي، م. س، ص ١٠.
(٤) الأصول جمع أصل وهو في اللغة عبارة عما يفتقر إليه ولا يفتقر هو إلى غيره. وفي الشرع عبارة عما يبنى عليه غيره ولا يبنى هو على غيره، وهذا اللفظ يطلق على مصطلحات مختلفة أشهرها تدل على ثلاثة فروع للعلوم الإسلامية أصول الدين، وأصول الحديث، وأصول الفقه. وعلم أصول الدين مرادف لعلم الكلام الذي بدأ مع نشوء المعتزلة، وكان الدافع لذلك معرفة طرق الحجاج للدفاع عن الإسلام ومعرفة العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية. انظر الجرجاني، التعريفات، ص ٢٨؛ دائرة المعارف الإسلامية، مادة أصول،٢/ ٦٥.
(٥) هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي، الدويني الأصل، الأسنائي، المالكي المعروف بابن الحاجب، فقيه مقرئ أصولي نحوي ولد بأسنا من صعيد مصر-ولادته ووفاته (٥٧٠ - ٦٤٦ هـ /١١٧٤ - ١٢٤٩ م) درّس الفقه على مذهب الإمام مالك، له مصنفات ترجم له، ابن خلكان، وفيات الأعيان،٣/ ٢٤٨؛ ابن كثير البداية والنهاية، ١٣/ ١٧٦؛ ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء،١/ ٥٠٨؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة ٦/ ٣٦٠؛ ابن العماد، شذرات الذهب،٥/ ٢٣٤؛ السيوطي، بغية الوعاة،٣٢٣؛ حاجي خليفة، كشف الظنون،١/ ١٦٢؛ البغدادي، هدية العارفين،١/ ٦٥٤؛ الزركلي، الاعلام،٤/ ٢١١؛ كحاله، معجم المؤلفين،٦/ ٢٦٥.
(٦) قلنا ان علم الكلام بدأ مع المعتزلة والدافع لنشوئة معرفة الحجاج عن القواعد الإيمانية بالأدلة العقلية، وكان طريقة =

<<  <   >  >>