للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللمس والسمع والبصر والشم والذوق.

وباطنة: كالتعقّل والتوهّم والتخيّل. فيكون كل من الإحساس والتخيّل والتعقل والتوهم علما، فالإحساس: إدراك الشيء مكتنفا بالعوارض الغريبة واللواحق المادية التي تلحق بالشيء بسبب المادة في الوجود الخارجي من الكم والكيف والأين الى غير ذلك مع حضور المادة ونسبة خاصة بينها وبين المدرك.

والتخيّل: إدراكه مكتنفا بالعوارض الغريبة واللواحق المادية ولكن يشترط حضور المادة ونسبتها الخاصة.

والتوهم: ادراك المعنى الجزئي المتعلق بالمحسوس.

والتعقّل: إدراكه مجردا عن الغواشي (١) الغريبة واللواحق المادية التي لا تلزم ماهيته لزوما ناشئا عن الماهيّة (٢).

والإدراك (٣): تمثّل حقيقة الشيء عند المدرك يشاهدها ما به يدرك وهذا تعريف للإدراك بحسب اللفظ ولذلك لم يتحاش فيه عن إيراد المدرك ولم يلزم من أخذ المشتق في تعريف المشتق منه هاهنا التعريف بالأخفى لأن تعيين مدلول الإدراك يكون بأمر مختص به غير شامل لسائر الصفات النفسانية، وهو تمثّل الحقيقة على وجه المشاهدة ولم يكن تعيين الإدراك بذكر المدرك فلا يلزم التعريف بالأخفى وهو ينقسم إلى:

إدراك بغير آله: بأن يكون المدرك بذاته يدرك كما في علم النفس بالكليات.

وإلى إدراك بإلة: كما في علمها بالمحسوسات. وللتنبيه على القسمين ذكر قوله: يشاهدها ما به يدرك، فإن كان يدرك بغير آله فما يدرك به هو الذات المدرك فيشاهدها الذات، فإن كان يدرك بآلة فما يدرك به هو آلة فيشاهدها الآلة. والمراد بالمشاهدة: الحضور فيندفع ما قبل المشاهدة نوع من الإدراك فيكون أخصّ منه فيكون التعريف بالأخفى. وكذا ما قيل: أنه يلزم أن تكون الآلة هي المدركة أيضا-فإن قيل؛ الحضور عندما به يدرك غير كاف في الإدراك


= الجاحظ والكعبي والجبّاني تسمى علم الكلام إما لما فيها من الجدال وهو الكلام وإما أن أصل طريقتهم نفي صفة الكلام عن الله تعالى، انظر، ابن خلدون، المقدمة، ص ٦٠٣.
(١) الغواشي من الغشاء وغشّيت الشيء إذا غطّيته، ابن منظور، لسان العرب،١٥/ ١٢٦.
(٢) الماهية: حقيقة الشيء وذاته - أو نسبة إلى ما هو أو ما هي وجعلت الكلمتان كلمة واحدة، الجرجاني، التعريفات، ص ١٩٥.
(٣) الإدراك: إحاطة الشيء بكماله، وهو حصول الصورة عند النفس الناطقة، وهو تمثل حقيقة الشيء وحده من غير حكم عليه بنفي أو إثبات ويسمى تصورا ومع الحكم بأحدهما يسمى تصديقا، الجرجاني، م. س، ص ١٤.

<<  <   >  >>