للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣) أن الاسم هو المسمى، وهذا قول كثير من المنتسبين إلى السنة، مثل أبي بكر عبد العزيز، وأبي القاسم الطبرى، واللالكائي (١) ، وأبي محمد البغوي في شرح السنة (٢) . وغيرهم. وهو أحد قولي أصحاب أبي الحسن الأشعري (٣) ، اختاره أبو بكر بن فورك وغيره.

٤) والقول الثاني- وهو المشهور عن أبي الحسن الأشعري- أن الأسماء ثلاثة أقسام:

تارة يكون الاسم هو المسمى، كاسم الموجود.

وتارة يكون غير المسمى، كاسم الخالق.

وتارة لا يكون هو ولا غيره كاسم العليم والقدوس (٤) .

٥) أن الاسم للمسمى، كما يقوله أكثر أهل السنة، فهؤلاء وافقوا الكتاب والسنة والمعقول لقوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" [الأعراف: ١٨٠] وقال: "أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" [الإسراء: ١١٠] . وهؤلاء إذا قيل لهم: هل الاسم هو المسمى أو غيره؟ "فصلوا فقالوا: ليس هو نفس المسمى، ولكن يراد به المسمى، وإذا قيل: إنه غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينا. فهذا باطل؟ فإن المخلوق قد يتكلم بأسماء نفسه فلا تكون بائنة منه، فكيف بالخالق، وأسماؤه من كلامه، وليس كلامه بائنا عنه، ولكن قد يكون الاسم نفسه بائنا، مثل أن يسمى الرجل غيره باسم، أو يتكلم باسمه، فهذا الاسم نفسه ليس قائما بالمسمى، لكن المقصود به المسمى، فإن الاسم مقصوده اظهار المسمى وبيانه" (٥) .


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٢/٢٠٤) وما بعدها.
(٢) (٥/٢٩) .
(٣) ذكر الأشعري عن أهل الحديث أنهم يقولون: إن أسماء الله لا يقال هي غيره، وأنهم يقولون: أسماء الله هي الله. المقالات (ص: ٢٩٣،٢٩٠،١٧٢) - ريتر.
(٤) ذكر هذا القول والذي قبله البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (١/٣٣٦-٣٣٧) ، وانظر: الاعتقاد (ص: ٧١- ٧٢) .
(٥) قاعدة في الاسم والمسمى- مجموع الفتاوى (٦/٢٠٧) ، وانظر حول الأقوال السابقة قبل ذلك (ص: ١٨٥-٢٠٦) . ولشارح الطحاوية تلخيص جهد للمذهب الحق في هذه المسألة انظره (ص: ١٣١) - ط الرابعة- المكتب الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>