للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي من الجمادات، وقال تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا} (يّس: من الآية٣٣) ، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (الحديد: من الآية١٧) .

ب أن الجامدات يمكن اتصافها بالحياة وغيرها، فإن الله قادر على أن يخلق في الجمادات حياة، كما جعل عصا موسى حية تسعى، تبلع الحبال والعصى.

٣- أن نفس عدم الحياة والعلم والقدرة نقص لكل ما عدم عنه ذلك سواء فرض قابل أو غير قابل، فإنا إذا قدرنا موجودين أحدهما يسمع ويبصر ويتكلم، والآخر ليس كذلك، كان الأول أكمل من الثاني، وما لا يقبل ذلك أنقص مما يقبله.

٤- أن كل محذور في عدم الملكة هو ثابت في السلب العام وزيادة، فإذا كنتم تقولون: ليس ميتا ولا جاهلا ولا أعمى، كان قولكم مع ذلك: ليس حيا ولا عالما ولا بصيرا، فيه من النقص ما في قول من يقول: ميت وجاهل وأعمى، وزيادة، وهذا مبني على أن ما لا يقبل الملكة أنقص من القابل لها.

٥- أن كل كمال اتصف به الممكن إذا لم يستلزم نقصا، فالواجب أولى به من الممكن، واتصافه به أولى لأنه أ: مل ولأنه معطي الكمال لغيره، فالإنسان - الذي هو أكمل عندكم من الجدار الذي ضربتم به المثل في عدم القبول - إذا كان متصفا بصفة من صفات الكمال الذي لا نقص به، فالخالق أولى به، وهذا واضح.

٦- أن يقال لهؤلاء أنتم فررتم من التشبيه بالمخلوق الناقص فوقعتم في شر منه حيث شبهتموه بالجماد الذي هو أشد نقصا، بل إن سلبكم النقيضين أدى إلى تشبيهه بما هو أشد نقصا من المعدومات والممتنعات (١) .


(١) انظر فيما سبق: الصفدية (١/٩٠-٩٦) ، والتدمرية (١٥٩-١٦٤) - المحققة - والجواب الصحيح (٢/١١٠-١١١) ، وشرح الأصفهانية (ص:٧٦) - ت مخلوف -، ودرء التعارض (١/٢٢٢-٢٢٣، ٣٤١، ٣/٣٦٧-٣٦٨، ٤/٩-١٠، ٣٤-٤٠، ١٥٩-١٦٠، ٥/٢٧٣-٢٧٤، ٦/١٣٥-١٣٧) ، والرسالة الأكملية، مجموع الفتاوى (٦/٨٨-٩٠) ، وأيضاً مجموع الفتاوى (٦/٥٣٨، ٨/٢٢-٢٤) ، والكيلانية مجموع الفتاوى (١٢/٣٥٧-٣٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>