للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه} (الزمر: من الآية٥٦) قال: يعنون بذلك الجنب [الذي] (١) هو العضو، وليس على ما يتوهمونه، قال: فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك، وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقا في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله، وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بالتفسير منك، وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك؟، إنما تفسيرها عندهم: تحسر الكافرين على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله، واختاروا علهيا الكفر والسخرية بأولياء الله فسماهم الساخرين (٢) ، فهذا تفسير الجنب عندهم، فمن أنبأك أنهم قالوا: جنب من الجنوب، فإنه لا يجهل (٣)

هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلا عن علمائهم ... " (٤) ، ثم عقب شيخ الإسلام بتوجيه آخر يدل على أنها ليست صفة، ونقل كلام ابن بطة والقاضي أبي يعلي (٥) .

وقد عقب شيخ الإسلام على ما مضى - رادا على الرازي الذي زعم أن ظاهر القرآن يلزم منه أن لله جنبا واحدا عليه أيد كثيرة ... (٦) فقال: "وأين في ظاهر القرآن أنه ليس لله جنب واحد بمعنى الشق، ولكن قد يقال: القرآن فيه إثبات جنب الله تعالى، وفيه إثبات التفريط فيه، فثبوت نوع من التوسع والتجوز فيما جعل فيه لا يوجب ثبوت التوسع والتجوز فيه كما في قوله تعالى: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (الملك: من الآية١) ، فإن هناك شيئين: اليد (٧) وكون الملك فيها، ولهذا تنازعوا في إثبات ذلك صفة لله" (٨) .

وما أشار إليه شيخ الإسلام من صفة "اليد" أوضحه في مكان آخر فقال رادا على نفاة هذه الصفة: "ومن ذلك أنهم إذا قالوا: بيده الملك، أو عملته يداك،


(١) زيادة من رد الدارمي على المريسي - وهي ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (الساخرون) وهي على الصواب في الرد على المريسي.
(٣) في الرد على المريسي: فإنه يجهل..
(٤) نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١١-١٢) ، والنص في الرد على المريسي للدارمي (ص: ٥٣٩-٥٤٠) ضمن "عقائد السلف".
(٥) انظر: نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١٢-١٤) .
(٦) انظر: المصدر السابق (٣/٨-١١) .
(٧) في المخطوطة (إليه) وهو خطأ.
(٨) نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>