للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفاظه الصحيحة، وما فسرها به الذي تلقوا عنه اللفظ والمعنى، ولغتهم التي كانوا يتخاطبون بها، وما حدث من العبارات وتغير من الاصطلاحات " (١) . ومعنى ذلك أنه لابد من ثلاثة أمور:

- معرفة الألفاظ الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتمييزها عن الأحاديث والألفاظ الضعيفة والباطلة.

- ثم بمعرفة ما فسرها به الصحابة الذين تلقوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألفاظ النصوص ومعانيها، فهم أعرف الخلق بها.

- ثم ونحن نتلقى ما قالوه في تفسيرهم وشرحهم للنصوص لابد من معرفة اللغة والمصطلحات التي كانوا يتخاطبون، حتى لا تختلط بالمصطلحات الحادثة التي جاءت عند المتأخرين وهي تحمل معاني ودلالات خاصة.

وبهذا الفهم والتدرج في تلقي عقيدة السلف، وتفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة، نأمن من الخطأ والزلل في تفسير النصوص، أو تحميل أقوالهم وعباراتهم ملا تتحمله من المعاني الفاسدة.

جـ - ولما كان شيخ الإسلام في مصر - إبان محنته المشهورة - سنة ٧١٢هـ، حصل نزاع بين بعض المغاربة المالكين حول صفات الله والعلو على العرش: هل يجب معرفة هذا والبحث عنه، أو أنه يكره، والقائل به مجسم حشوي، وما الدليل على أنه يجب على الناس أن يعتقدوا إثبات الصفات والعلو على العرش؟ (٢) .

وقد أجاب شيخ الإسلام بجواب عظيم سمي بالقاعدة المراكشية، وهي من القواعد المهمة والنادرة لشيخ الإسلام، وقد بين فيها أن الصحابة والتابعين تلقوا العلم والعمل جميعاً، وأنهم كانوا أشد الناس حرصاً على تفهم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والعمل بهما، وكيف لا يكونون كذلك وأبو عبد الرحمن السلمي


(١) نقض التأسيس المطبوع (١/١٥٩) .
(٢) انظر: القاعدة المراكشية (ص: ٢٣-٢٤) ، محققة.

<<  <  ج: ص:  >  >>