للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مسألة الكلام" (١) .

وإذا فعلم الكلام الذي ذمه السلف شامل لكل الانحرافات التي وجدت منذ عهد التابعين، وأبرز فرسانه أهل التهجم والاعتزال.

ب - بيانه أن السلف رحمهم الله تعالى مجمعون على ذم الكلام وأهله (٢) ، ويقول شيخ الإسلام عنهم في ذلك طويلة جداً - وهي مشهورة - وقد نقل عن الإمام الشافعي -وذمه الكلام مشهور - أنه قال: " البدعة بدعتان: بدعة خالفت كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذه بدعة ضلالة، وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك فهذه قد تكون حسنة لقول عمر: " نعمت البدعة هذه " (٣) ، هذا الكلام أو نحوه رواه البيهقي بإسناده الصحيح في المدخل (٤) .. " (٥) ، ولا شك أن من أعظم البدع المخالفة للكتاب والسنة ما جاء به أهل الكلام في مسألة الصفات والقدر والإيمان، ولذلك اشتد نكير السلف عليهم، بل وجعلوه من أبواب الإلحاد والزندقة.

وقد حرص شيخ الإسلام وهو يرد على الأشاعرة أن يقرر أن ما ابتدعوه هو من علم الكلام الذي ذمه السلف، وتعددت نقوله عن أئمتهم كالشافعي، وأحمد وأبي حنيفة ومالك وأبي يوسف (٦) ، بل ذكر أن بعض العلماء أفردوا


(١) مناظرة حول الواسطية: ومجموع الفتاوي (٣/١٨٣-١٨٤) ، العقود الدرية (ص:٢٣٥-٢٣٦) .
(٢) انظر عن مواقف بعض السلف من علم الكلام ما سبق (ص:٤٧-٤٩) .
(٣) رواه البخاري: كتاب صلاة التراويح، باب فضل فضل قيام رمضان، ورقمه ٢٠١٠، فتح الباري (٤/٢٥٠) .
(٤) المدخل للبيهقي (ص: ٢٠٦) ، ورواه أيضاً في مناقب الشافعي (١/٤٦٨-٤٦٩) ، ورواه مختصراً أبو نعيم في الحلية (٩/١١٣) .
(٥) انظر: درء التعارض (١/٢٤٩) .
(٦) انظر مثلاً: نقض التأسيس المخطوط (٢/٣٤٧) ، ومجموع الفتاوي (٥/٢٦١-٦/٢٤٣، ١٦/٤٧٢-٤٧٦) ، والنبوات (ص:٢٩٨) ، ودرء التعارض (٥/٢١٨-٨/٢٧٧) ، والتسعينية (ص: ٢٠٤-٢٠٧) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>