للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكون في مشكوك فيه، وهذا عادتهم فيما يروونه حيث يريدون إيجاب العمل به أو تأكيد العلم فيه كقول أبي هريرة سمعت خليلي الصادق المصدوق وقول ابن مسعود حدثني الصادق المصدوق، وهذا لا يوجب ظنة كانت فترفع بهذا القول؛ إنما هو نوع ثناء وضرب تأكيد إذا اشتدت العناية بالشئ من القائل به» (١).

ثم إن الكرماني بين رد النووي (٢) على الخطابي بقوله: «كلام ابن معين

لا وجه له من جهة أخرى أيضاً لأن عبدالله صحابي أيضاً فحكمه حكم البراء في ذلك» (٣).

[٣ - بيان عبارة زعم]

مثاله: قال البخاري: «حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللهِ زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: مَنْ أَكَلَ ثُومًا، أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا … » (٤).

بين الكرماني أن زعم بمعنى قال، لأن الزعم يستعمل في الأمر المحقق ثم نقل عن الخطابي (٥) القول فيها: «ليس قوله زعم على وجه التهمة لكنه لما كان أمرا مختلفا فيه جعل الحكاية عنه بلفظ الزعم وهذا اللفظ لا يكاد يستعمل إلا في


(١) الكواكب الدراري، ٥/ ٧٣.
(٢) شرح النووي على مسلم، ٤/ ١٩٠.
(٣) الكواكب الدراري، ٥/ ٧٣.
(٤) أخرجه البخاري، كتاب: الأذان، باب: مَا جَاءَ فِي الثُّومِ النَّىّيّ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ، رقم (٨١٧).
(٥) أعلام الحديث، ١/ ٥٥٩.

<<  <   >  >>