للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسهل عليهم من أن يكذبوا» (١).

وقال بعض العلماء في سبب قبول رواية البخاري لرواية الخوارج «والخوارج وهم أشد الناس بدعة لأنهم يكفرون من يكذب فقبولهم لحصول الظن بخبرهم قال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج» (٢).

والظاهر أن قبول البخاري للرواة المبتدعة هم الذين لا يدعون لبدعتهم، وعُرف عنهم الصدق والضبط، أو من كان على بدعة ثم رجع عنها كما علل ابن حجر لرواية البخاري عن عمران بن حطان الخارجي ومن حيث الجملة فهذا الأمر لا يطعن بالصحيح.

[٣ - بيان الراوي المدلس]

المُدلس: هو من لم يُسم مَنْ حدثه، وأوهم سماعه للحديث ممن لم يحدثه به (٣).

وحكم الراوي المدلس عند العلماء يختلف من راوٍ لآخر، فإن كان التدليس نادراً أو أنه لا يدلس إلا عن ثقة، أو يصرح به بالسماع من طريق آخر


(١) فتح الباري، ١/ ٣٩٤.
(٢) ثمرات النظر في علم الأثر، الصنعاني، ص ٨٤، وقال الحافظ ابن حجر عن عمران بن حطان: «وقد وثقه العجلي وقال قتادة كان لا يتهم في الحديث وقال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران هذا وغيره» الفتح ١/ ٤٣٢.
(٣) نزهة النظر، ابن حجر ص ١٠٣، وينظر الباعث الحثيث، ص ٥٣، والموقظة، الذهبي ص ٤٧.

<<  <   >  >>