للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فالعلة عبارة عن سبب غامض يدل على وهم الراوي سواء أكان الراوي ثقة أم ضعيفاً. سواء أكان الوهم فيما يتعلق بالإسناد أم فيما يتعلق بالمتن» (١).

[أهمية معرفة علم العلل]

إن لمعرفة علم علل الحديث أثر كبير في معرفة صحاح الأحاديث من ضعيفها، فمن هنا تظهر أهمية هذا الفن، قال ابن حجر: «هذا الفن أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غايصا، وإطلاعا حاويان وإدراكا لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم وإليهم المرجع في ذلك لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك» (٢).

ولأهمية هذا العلم أُلفت فيه المصنفات الكثيرة، منها:

١ - التاريخ والعلل: للإمام يحيى بن معين (ت ٢٣٣ هـ).

٢ - العلل: للإمام علي بن المديني، (ت ٢٣٤ هـ).

٣ - العلل ومعرفة الرجال: للإمام أحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ).

٤ - التمييز: للإمام مسلم بن الحجاج، (ت ٢٦١ هـ) (٣) وغيرها من المصنفات.

هذا وتنقسم العلة إلى علة متعلقة بالسند، وأخرى متعلقة بالمتن، وعلل تكون في السند والمتن معاً.


(١) الحديث المعلول، قواعد وضوابط، د. حمزة المليباري، ص ١٠.
(٢) النكت على كتاب ابن الصلاح، ٢/ ٧١٠.
(٣) ينظر الرسالة المستطرفة، ص ٣٨ - ١٤٧ - ١٤٨، وكشف الظنون، ٢/ ١٤٤٠.

<<  <   >  >>