للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع

أولاً الحديث المرفوع:

عرف الكرماني الحديث المرفوع بقوله: «ما أضيف إلى النبي قولا أو فعلا متصلا أو منقطعا» (١).

وكان منهج الكرماني في الكلام عن الحديث المرفوع فيما يأتي:

[١ - بيان رفع الحديث بالقرائن والأدلة]

وكان الكرماني يُبين الاختلاف في الحديث بين الرفع والوقف مثاله: قال البخاري: «عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ «لَا، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَ بِحَيْضٍ فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي قَالَ وَقَالَ أَبِي «ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ» (٢).

يُبيّن الكرماني أن قول عروة: «ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ» يفيد الرفع لا الوقف لأن السياق يقتضي ذلك (٣).


(١) الكواكب الدراري، ٥/ ١٠٩، ويُنظر: معرفة علوم الحديث، ابن الصلاح، ص ٤٥، شرح التبصرة والتذكرة، العراقي، ١/ ١٨١.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب: الوضوء، باب: غسل الدم، رقم (٢٢٨).
(٣) الكواكب الدراري، ٣/ ٨١.

<<  <   >  >>