للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَابْنُ فُضَيْلٍ فِي السَّتْرِ» (١).

قال الكرماني: «قوله (في الستر) أي تابعا سفيان في لفظ سترت النبي لا في تمام الحديث» (٢).

ثانياً بيان أحوال رواة المتابعات:

قال ابن الصلاح: «اعلم أنه قد يدخل في باب المتابعة والاستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه وحده، بل يكون معدودا في الضعفاء، وفي كتابي البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء ذكرهم في المتابعات والشواهد، وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء: «فلان يعتبر به وفلان لا يعتبر به»(٣) وقد أشار الكرماني إلى ذلك في شرحه (٤)، ونبه على متابعات الضعفاء في صحيح البخاري فذكر منها: «حدثنا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَساً قَالَ ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِمُعَاذٍ «مَنْ لَقِيَ … » (٥).

قال الكرماني: «فإن قلت لفظ ذُكر يقتضي أن يكون هذا تعليقا من أنس ولما لم يكن الذكر له معلوما كان من باب الرواية عن المجهول فهل هو قادح في


(١) أخرجه البخاري، كتاب: الغسل، باب: التَّسَتُّرِ فِي الْغُسْلِ عِنْدَ النَّاسِ، رقم (٢٧٨).
(٢) الكواكب الدراري، ٣/ ١٤٥.
(٣) علوم الحديث، ص ٨٤.
(٤) الكواكب الدراري، ١/ ٤٤.
(٥) أخرجه البخاري، كتاب: العلم، بَابُ: مَنْ خَصَّ بِالعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ، كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا، رقم (١٢٩).

<<  <   >  >>