للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الكرماني مبينا قوة الرواية الثانية: «الأول روى فيه حميد بلفظ عن أبي صالح وأن أبا سعيد، والثاني روى بلفظ قال أبو صالح ورأيت أبا سعيد والثاني أقوى» (١).

[٤ - التكرار لدواعي تقطيع الحديث واختصاره]

لجأ البخاري في صحيحه، لتقطيع الحديث واختصاره، للحاجة إلى ذلك.

تعريف اختصار الحديث: وهو حذف بعضه والاقتصار في الرواية على بعضه (٢).

وقد أجاد الكرماني في ذلك وسماه: «خرماً»، والخرم في اللغة:

قال ابن منظور: «الخرم: مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَة يخرِمها، بالكسر خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها وَمَا خَرَمْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا نَقَصْتُ وَمَا قَطَعْتُ وقال اللَّيْثُ: خَرِمَ أَنفُه يَخْرَمُ خَرَماً، وَهُوَ قَطْعٌ فِي الوَتَرَةِ وَفِي الناشِرتَيْنِ أَوْ فِي طَرَفٍ الأَرْنَبة لَا يَبْلُغُ الجَدْعَ» (٣).

فالخرم من معانيه في اللغة القطع، وهو ما وافق المعنى الاصطلاحي من قطع الحديث واختصاره.

واختصار الحديث، له أنواع فقد يروي الراوي الحديث وينقله مختصرا، فيقطّعه ويأخذ منه موطن الشاهد الذي يريد، بينما يرويه غيره تاماً، مما يؤدي إلى تعدد صور روايات الحديث، وهو حديث واحد، فلا يُظن أن هذا من قبيل


(١) الكواكب الدراري، ٤/ ١٦٠.
(٢) توجيه النظر إلى أصول الأثر، طاهر الجزائري، ٢/ ٧٠٣.
(٣) لسان العرب مادة: خرم، وانظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٢٧.

<<  <   >  >>