للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسأتكلم عن بعض هذه العلل التي ذكرها الكرماني في شرحه.

* * *

المبحث الثاني

الإعلال بالاضطراب

تعريف الحديث المضطرب: «هو الحديث الذي يروى من قِبل راو واحد أو أكثر على أوجه مختلفة متساوية، لا مرجح بينها، ولا يمكن الجمع» (١).

فيفهم من التعريف أنه لا بد من تحقق شروط الاضطراب:

أولاً: تساوي الروايات المضطربة، ولا تترجح إحداهما على الأخرى، فإذا ترجحت إحداهما على الأخرى كان الحكم للراجحة.

قال الحافظ العراقي: «أمَّا إذا ترجَّحَتْ إحداهما بكونِ راويها أحفظَ، أو أكثرَ صحبةً للمرويِّ عنهُ، أو غيرَ ذلك من وجوهِ الترجيحِ، فإنهُ لا يُطلقُ على الوجهِ الراجحِ وصفُ الاضطرابِ، ولا لَهُ حكمُهُ، والحكمُ حينئذٍ للوجهِ الراجحِ» (٢).

ثانياً: لايمكن التوفيق بينهما، ولو بوجه معتبر صحيح، يزول الاضطراب (٣).


(١) منهج النقد، ص ٤٣٣، وينظر، التقريب والتيسير، النووي، ص ٤٥، وتوجيه النظر، ص ٥٨١.
(٢) شرح التبصرة والتذكرة، ١/ ٢٩١.
(٣) ينظر: تدريب الراوي، ١/ ٣٠٨، ومنهج النقد، ص ٤٣٣، ويرى شيخنا د. نورالدين عتر حفظه الله، لابد من اجتماع الشرطين معاً أي تساوي الروايات المضطربة، وعدم إمكان التوفيق بينهما حتى يُحكم بالاضطراب.

<<  <   >  >>