للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي غلطهم فيه ليس بغلط، ولا يصح إنكاره جواز الإسكان؛ فإن الإسكان جائز على سبيل التخفيف، كما يقال كتب ورسل وعنق وأذن ونظائره، فكل هذا وما أشبهه جائز تسكينه بلا خلاف عند أهل العربية، وهو باب معروف من أبواب التصريف لايمكن إنكاره، ولعل الخطابي أراد الإنكار على من يقول أصله الإسكان، فإن كان أراد هذا فعبارته موهمة وقد صرح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة منهم الإمام أبوعبيد إمام هذا الفن والعمدة فيه» (١).

ثانياً الاستدلال بأقوال علماء اللغة والشعر:

كان من منهج الكرماني أنه أكثر النقل عن علماء اللغة، والشعر من ذلك: «عن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» (٢).

قال الكرماني ناقلاً عن الجوهري معنى (الغدوة) «الجوهري: الغدوة

ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس» (٣).

وينقل عن العلماء معنى (الكلالة) الجوهري: الكَلّ الذي لا ولد لهن

ولا والد يقال كلَّ الرجل يَكل كلالةً، الزمخشري: تنطلق الكلالة على ثلاثة على من لم يخلف ولداً، ولا والداً، وعلى من ليس بولد ولا والد، من المخلفين وعلى


(١) شرح النووي على مسلم، ٤/ ٧٠.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: الدِّينُ يُسْرٌ وَقَوْلُ النَّبِيِّ «أَحَبُّ الدِّينِ
إِلَى اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»، رقم (٣٩).
(٣) الكواكب الدراري، ١/ ١٦٨، وينظر قول الجوهري في الصحاح، ٦/ ٦٤٤٤.

<<  <   >  >>