للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكرماني مال إلى التفويض أو التأويل بما يليق بجلال الله ﷿ وتنزيهه عن النقص والتشبيه.

رابعاً بيان أن المؤثر في الأشياء هو الله ﷿-:

كما بيّن الكرماني مسألة التأثير في الأشياء، إذلامؤثر في الوجود إلا الله ﷿، إذ أن ابن عباس نسب الإضحاك والإبكاء لله ﷿، «وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ اللهَ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى».

والناس في قضية التأثير ينقسمون إلى أربعة فِرق الأولى: تعتقد أن النار أو السكين مثلاً تؤثر بطبعها وذاتها، والثانية: تعتقد أن النار أو السكين مثلاً تؤثر بقوة جعلها الله فيها، والثالثة: تعتقد أن التأثير ليس إلا لله ﷿ لكنها تعتقد وجود التلازم بين النار والسكين مثلا وبين آثارهما، والرابعة: تعتقد أن التأثير ليس إلا لله ﷿ وتعتقد إمكان التخلف بين النار أو السكين مثلا وبين آثارهما، فقد توجد النار ولا يوجد الإحراق فالتخلف وارد، وقد يحدث الأكل ولا يوجد الشبع، وهذا هو الاعتقاد الصحيح (١).

خامساً بيان رؤية الله ﷿ يوم القيامة:

كما بيبين الكرماني معتقد الأشاعرة في رؤية الله ﷿ يوم القيامة، فقال:

«لا يشترط فيها خروج الشعاع ولا انطباع صورة المرئي في الحدقة، ولا مواجهة ولا مقابلة، ولا رفع الحجب، فيجوز أن يكون الله مرئياً لنا يوم القيامة إذ هي حالة يخلقها الله تعالى في الحاسة» (٢).


(١) ينظر: حاشية الباجوري على السنوسية، الشيخ إبراهيم البيجوري، ص ٤٦.
(٢) الكواكب الدراري، ١/ ١٩٧، وينظر: الإنصاف، الباقلاني، ص ٧٣.

<<  <   >  >>