للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام الباقلاني: «ويجب أن يعلم: أن الرؤية جائزة عليه ، من حيث العقل، مقطوع بها للمؤمنين في الآخرة؛ تشريفاً لهم وتفضلا، لوعد الله تعالى لهم بذلك.

والدليل على جوازها من حيث العقل: سؤال موسى ، حيث قال «رب أرني أنظر إليك»، ويستحيل أن يسأل نبي من أنبياء الله تعالى مع جلالة قدره وعلو مكانه ما لا يجوز عليه سبحانه، ولولا أنه اعتقد جوازها لما سألها، ولأنه تعالى علقها باستقرار الجبل، ومن الجائز استقرار الجبل، ويدل عليه أيضاً: أنه موجود، والموجود يصح أن يرى».

ثم بين الباقلاني حقيقة الرؤية فقال: «فكذلك الناظر إليه في الجنة لا يشك أن الذي يراه بلا تكييف، ولا تشبيه، ولا تحديد، وهذا كما يقول القائل: أعرف صدقك كما أعرف النهار، ورأيت زيداً كما رأيت الشمس» (١).

«أي لا يُشترط عند أهل السنة اتصال شعاع ولا مقابلة ولا قربة ولاجهته، إنما هذه أمور عادية يجوز تخلقها ووقوع لرؤية بدونها كما وقع علمنا به إذ كل منهما إدراك» (٢).

كما أن الكرماني قرر عدة أمور من عقيدة أهل السنة.

١ - أن الجنة دار المتقين، وأن النار التي هي عقاب دار الآخرة مخلوقة اليوم (٣).


(١) الإنصاف، ص ١٤.
(٢) إضاءة الدُّجنة في اعتقاد أهل السنة، أحمد المقري المغربي المالكي، ص ٥٣.
(٣) الكواكب الدراري، ١٣/ ١٨٢.

<<  <   >  >>