للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه المتابعة ترفع الحديث المتابَع إلى الحسن لغيره، أما إذا كان راوي المتابعة عدلا تام الضبط، وحديثه صحيحاً فترفعُ هذه المتابعة الحديث المتابَع إلى الصحيح لغيره» (١)، وقد ذكر الكرماني في شرحه في أكثر من موضع أن فائدة المتابعة هي التقوية (٢).

ولذلك ليست كل متابعة صالحة للاعتبار، ولا يُقوّى بها الحديث، قال ابن الصلاح: «قد يدخل في باب المتابعة والاستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه وحده، بل يكون معدودا في الضعفاء، وفي كتابي البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء ذكرناهم في المتابعات والشواهد، وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء: «فلان يعتبر به وفلان لا يعتبر به» (٣).

قال الكرماني: «قوله: (تابعه عبدالله) أي التنيسي شيخ البخاري المذكور وهذا أول موضع جاء فيه ذكر المتابعة والبخاري قد أكثر ذكر المتابعة في صحيحه فينبغي أن يتحفظ بمعناها» (٤).

وقد ذكر العلماء أن المتابعة نوعان:

المتابعة التامة: هي التي تحصل للراوي نفسه بأن يروي حديثه راو آخر عن شيخه (٥).


(١) محاضرات في الحديث التحليلي، أ. د أبو لبابة الطاهر حسين، ص ١٧.
(٢) الكواكب الدراري، ١/ ٤٤، ١/ ١٥٢، ٢/ ١٢٦.
(٣) علوم الحديث، ص ٨٤.
(٤) الكواكب الدراري، ١/ ٤٣.
(٥) منهج النقد في علوم الحديث، د. نور الدين عتر، ص ٤١٨، وينظر نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، ص ٧٤، ومعرفة علوم الحديث، ابن الصلاح، ص ٨٣.

<<  <   >  >>