للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثير عن الزهري حدثني من سمع جابرا وهو حديث مضطرب (١).

بيّن الكرماني فائدة إيراد الطرق، وأنها لم تغب عن بال البخاري فقال: «واعلم أن الفرق بين هذه الطرق أن الليث ذكر عبد الرحمن واسطة بين الزهري وجابر والأوزاعي لم يذكر الواسطة بينهما وسليمان ذكر واسطة مجهولاً» (٢).

وقد رد ابن حجر على من انتقد هذا الحديث بقوله:

إمكانية نفي الاضطراب عنه بأنه يُفسر المبهم من سمع جابراً الذي في رواية سليمان بالمسمى الذي في رواية الليث، تُحمل رواية معمر على أن الزهري سمعه من شيخين، ورواية الأوزاعي المرسلة قصر فيها بحذف الواسطة فهذه طريقة من ينفي الاضطراب عنه.

ثم بيّن ابن حجر سبب إيراد البخاري للروايات وتوجيهها.

وسبب إخراج البخاري لرواية الأوزاعي مع انقطاعها، لأن الحديث عنده عن عبدالله بن المبارك عن الليث والأوزاعي جميعا، عن الزهري فأسقط الأوزاعي عبد الرحمن بن كعب وأثبته الليث وهما في الزهري سواء، وقد صرحا جميعا بسماعهما له منه فقبلت زيادة الليث لثقته.

وأراد من رواية سليمان بن كثير عن الزهري … إثبات الواسطة بين الزهري وبين جابر فيه في الجملة وتأكيد رواية الليث بذلك ولم يرها علة توجب اضطرابا … أما رواية معمر وافقه عليها سفيان بن عيينة فرواه عن الزهري عن


(١) هدي الساري، ص ٥١٦، ببعض التصرف.
(٢) الكواكب الدراري، ٧/ ١٢٢.

<<  <   >  >>