للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مالك بلفظة قباء (١) من دون أن يرد على هذا الإشكال.

إلا أن العلماء أجابوا عن ذلك قال بن عبد البر: «وقول مالك عندهم إلى قباء وهْمٌ لا شك فيه ولم يتابعه أحد عليه في حديث ابن شهاب هذا، إلا أن المعنى في ذلك متقارب على سعة الوقت؛ لأن العوالي مختلفة المسافة وأقربها إلى المدينة ما كان على ميلين أو ثلاثة، ومنها ما يكون على ثمانية أميال وعشرة ومثل هذا هي المسافة بين قباء وبين المدينة وقباء» (٢).

وقال ابن حجر: «والجماعة كلهم قالوا إلى العوالي (٣)، ومثل هذا الوهم اليسير لا يلزم منه القدح في صحة الحديث، لا سيما وقد أخرجا الرواية المحفوظة» (٤)

وقد أحسن البدر العيني في الرد على إعلال هذه الرواية وأجاب بالآتي:

١ - إن مالكاً لم بتفرد بروايته، بل تابعه بلفظه ابن أبي ذئب.

٢ - ولا يمكن الجزم والقطع أن الوهم موجه إلى مالك، لأنه وارد أن


(١) الكواكب الدراري، ٤/ ١٩٦.
(٢) التمهيد، ٦/ ١٧٨، وممن قال نحو هذا الكلام الإمام النووي في شرحه على مسلم، ٥/ ١٢٢، والبدر العيني في عمدة القاري، ٥/ ٣٧.
(٣) رواية العوالي أخرجها البخاري كتاب: مواقيت الصلاة، باب: وقت العصر، رقم (٥٥٠)، ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب التبكير بالعصر، رقم (١٩٢)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: في وقت صلاة العصر، رقم (٤٠٤)، والنسائي، كتاب: المواقيت، باب: العصر.
(٤) فتح الباري، ١/ ٣٥٢.

<<  <   >  >>