للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العراق وبلاد فارس، فقد كان للمماليك الذين جاء بهم الملك الصالح نجم الدين أيوب دور في الدفاع عن ملكه، وعندما دبّ الخلاف في خلافة بني أيوب، وأساء «توران شاه» للمماليك، فقاموا بقتله، فصار لهم كلمة مسموعة في مصر فملّكوا عليهم من بعده زوجة أبيه «شجرة الدر (١)» (٢).

«فكان الخطباء يقولون بعد الدعاء للخليفة: واحفظ اللهم الجهة الصالحة ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل المستعصمية، صاحبة السلطان الملك الصالح. ونقش اسمها على الدينار والدرهم، وكانت تعلم على المناشير وتكتب: والدة خليل. ولم يل مصر في الإسلام امرأة قبلها» (٣).

وبقي حكم المماليك (٤) مستمراً، وفي ازدياد حتى استولوا على الشام،


(١) الصالحية، أم خليل، الملقبة بعصمة الدين: ملكة مصر. ذات عقل وحزم، كاتبة قارئة، لها معرفة تامة بأحوال المملكة، أصلها من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب. أعتقها وتزوجها، فكانت معه في البلاد الشامية، كانت في بعض الأحيان تدير أمور الدولة عند غيابه في الغزوات، (ت ٦٥٥ هـ). الأعلام، الزركلي، ٣/ ١٥٨.
(٢) ينظر البداية والنهاية، ابن كثير، ١٣/ ٢٠٧، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ٦/ ٣٧٢، وخطط الشام، محمد كرد علي، ٢/ ١٠١.
(٣) حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، السيوطي، ٢/ ٣٦.
(٤) يطلق اسم (المماليك) اصطلاحا، على أولئك الرقيق الأبيض غالبا الذين درج بعض الحكام المسلمين على استحضارهم من أقطار مختلفة وتربيتهم تربية خاصة، تجعل منهم محاربين أشداء، استطاعوا فيما بعد أن يسيطروا على الحكم في مصر وأحيانا الشام والحجاز وغيرها قرابة الثلاثة قرون من الزمان ما بين ٦٤٨ - ٩٢٢ هـ (١٢٥٠ - ١٥١٧ م) ينظر: المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام، شفيق جاسر أحمد محمود، ص ١٠٧.

<<  <   >  >>