للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد كان الكرماني يهتم بذكر أنساب الرواة، وينبه على الإشكال إن وقع.

مثال على ذلك: قال البخاري: «أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ … ».

فعبدالله ابن بن مالك بن بحينة (١)، وهو ممن يُنسب لأمه قال الكرماني: «و (بحينة) بضم الموحدة وفتح المهملة وسكون التحتانية وبالنون اسم أم عبدالله فهو منسوب الى الوالدين أسلما قديما وصحب النبي وكان ناسكا فاضلا يصوم الدهر مات زمن معاوية. ثم ينقل الكرماني عن النووي: الصواب في أن ينون الملك ويكتب ابن بالألف لأن ابن بحينة ليس صفة لمالك بل صفة لعبدالله لأن عبدالله اسم أبيه مالك واسم أمه بحينة فبحينة امرأة مالك وأم عبدالله فليس الابن واقعا بين علمين متناسلين» (٢).

ثم بين النووي الفائدة من ذلك فقال: «ولو قرئ بإضافة مالك إلى بن فسد المعنى واقتضى أن يكون مالك ابناً لبحينة وهذا غلط وإنما هو زوجها».

وقد بين البخاري في التاريخ الكبير فقال: «وقال بعضهم: مالك ابن


(١) بنت الحارث، وقيل: إنها أزدية، واسم أبيه مالك بن القشب الأزدي، من أزد شنوءة، كان حليفاً لبني المطلب بن عبد مناف، وله صحبة، وقد ينسب إلى أبيه وأمه معا، فيقال: عبدالله بن مالك بن القشب الأزدي، من أزد شنوءة، وبحينة أمه بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وقد يُنسب لأبيه وأمه معًا فيقال: عبدالله بن مالك بن بحينة. كان حليفًا لبني عبد المطلب بن عبد مناف، وله صحبة، كان ناسكًا فاضلاً يصوم الدهر، مات في زمن معاوية ، أسد الغابة، ٣/ ١٨٢.
(٢) شرح مسلم ٤/ ٢١٠. وانظر كلاما لابن الجوزي قريبا من كلام النووي في كتاب: كشف المشكل من حديث الصحيحين ٤/ ٦٧.

<<  <   >  >>