للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتظهر مكانة الكرماني العلمية، بنبوغه وذكائه وتفوقه على أقرانه، قال عنه الداودي (١) «ومهر وفاق أقرانه، وفضل غالب أهل زمانه … وكان مشارا إليه بالعراق وتلك البلاد في العلم، وتصدّى لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة» (٢).

ويظهر لي أن مكانة الكرماني العلمية الكبيرة، وشهرته الواسعة كانت بسبب الآتي:

النشأة العلمية التي تلقّاها على يد والده وشيوخ بلده كِرمان.

إخلاصه لله ﷿، وتفوقه على أقرانه بالتحصيل العلمي، والإقبال على شأنه.

الزهد في الدنيا والبعد عن أصحاب السلطة، والحكم.

تواضعه وقربه من الناس، وخفض الجناح لهم.

تصديه لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة، إذ أن بغداد آنذاك كانت مقراً للعلم، ووفود طلاب العلم إليها.

وشرحه لأصح كتاب بعد كتاب الله ﷿ «صحيح البخاري» الذي صار يُلقب به، يُقال شارح الصحيح.


(١) الحافظ شمس الدين محمد الداودي المصري الشافعي، وقيل المالكي، العلامة المحدث الحافظ، كان شيخ أهل الحديث في عصره، له ذيل على طبقات الشافعية، للسبكي، وترجمة للحافظ السيوطي، (ت ٩٤٥ هـ) ينظر: شذرات الذهب، عبد الحي الحنبلي، ١٠/ ٣٧٥، وفهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، محمد الكتاني، ١/ ٣٩٢.
(٢) طبقات المفسرين، الداودي، ٢/ ٢٨٦.

<<  <   >  >>