للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يُشير إلى صنيع البخاري أوشيوخه من ذكرهم للراوي أنه من الصحابة، مع أنه من المشهورين والمعروفين فيبين سبب ذلك مثاله: «حَدَّثنا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ … » (١).

قال الكرماني: «قوله: تبع ماذكر المتبوع فيه ليشعر بالعموم أي تبعه في العقائد، والأقوال والأفعال والأخلاق، وذكر خدمته لبيان زيادة شرفه، وهو كان له خادما عشر سنين ليلا ونهارا، وذكر صحبته لأن الصحبة معه أفضل أحوال المؤمنين واعلى مقاماتهم» (٢).

ومن ذلك: «حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَفُرْسَانِهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ الرُّؤْيَا مِنْ اللهِ … » (٣).

ومعرفة الصحابة فن عظيم، يُعرف به الحديث المرسل من المتصل (٤).

ولذلك كان الكرماني يبين الخلاف في صحبة الصحابي والسبب في ذلك


(١) أخرجه البخاري، كتاب: الأذان، بَابُ: أَهْلُ العِلْمِ وَالفَضْلِ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ، رقم (٦٥٠).
(٢) الكواكب الدراري، ٥/ ٦٢.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب: التعبير، بَاب: الْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ ﷿، رقم (٦٥٨٦).
(٤) ينظر: التقريب والتيسير، للنووي، ص ٩٢، وفتح الباقي شرح ألفية العراقي، زين الدين السنيكي، ٢/ ١٨٥.

<<  <   >  >>