للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإعلام في خفاء، وقيل الإعلام بسرعة، وكل ما دلت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة فهو وحي ومن الرؤيا والإلهام، وأوحى ووحي لغتان، والأولى أفصح وبها ورد القرآن … » (١).

ومن ذلك ماقاله في حديث: «عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ «اعْرِفْ وِكَاءَهَا أَوْ قَالَ وِعَاءَهَا وَعِفَاصَهَا … » (٢).

قال الكرماني مبيناً الكلمات الغريبة: «و (الوِكاء) بكسر الواو وبالمد هو الذي يشد به رأس الصرة والكيس ونحوهما (أو قال) شك من زيد. و (الوعاء) هو الظرف. و (العِفاص) بكسر المهملة وبالفاء هو الذي يكون فيه النفقة سواء كان من جلد أو خرقة أو غيرهما» (٣).

ومن ذلك حديث النبي : «عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ … » (٤).

قال الكرماني في بيان معنى: (مغبون) مبيناً أصل اشتقاق الكلمة: «هو مشتق إما من الغبن بإسكان الموحدة وهو النقص في البيع، وإما من الغبَن


(١) الكواكب الدراري، ١/ ١٤، وينظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، الجوهري، ٦/ ٢٥١٩.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب: العلم، باب: الْغَضَبِ فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ، رقم (٩٠).
(٣) الكواكب الدراري، ٢/ ٨٠، وينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الجزري، ٥/ ٢٢٢، و ٣/ ٢٦٣.
(٤) أخرجه البخاري، كتاب: الرقائق، بَاب: لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ، رقم (٦٠٢٨).

<<  <   >  >>