للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئاً لَا تَعْرِفُهُ إِلاَّ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ قَالَ «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ». قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا .. ﴾ [الانشقاق: ٨]» (١).

قال الكرماني: «قوله: (وأن النبي قال من حُوسب عُذّب) عطف على قوله أن عائشة، واعلم أن هذا القدر من كلام ابن أبي مليكة مرسل؛ إذ لم يُسنده إلى صحابي» (٢).

مرسل الصحابي: مرسل الصحابي هو ما يرويه الصحابي عن النبي ولم يسمعه منه، إما لصغر سنه، أو تأخر إسلامه أو غيابه عن شهود ذلك» (٣).

وقال ابن الصلاح في حكم الاحتجاج بمراسيل الصحابة «ثم إنا لم نُعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه مرسل الصحابي مثلما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله ولم يسمعوه منه؛ لأن ذلك في حكم الموصول المسند، لأن روايتهم عن الصحابة، والجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصحابة كلهم عدول، والله أعلم) (٤).

وقد بيّن الكرماني كذلك مراسيل الصحابة الكرام ، وأن مراسيلهم حجة فقال:


(١) أخرجه البخاري، كتاب: العلم، باب: من سمع شيئا فراجعه حتى يعرفه، رقم (١٠٣).
(٢) الكواكب الدراري، ٢/ ١٠١.
(٣) منهج النقد، ص ٣٧٣.
(٤) علوم الحديث ص ٥٦، والتقريب والتيسير، النووي، ص ٣٥، وتوجيه النظر ٢/ ٥٦١.

<<  <   >  >>