للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل الأئمة مالك والشافعي وأحمد والبخاري أو مسلم والأعمش وغيرهم.

الثاني: العلو بالنسبة إلى الكتب الحديثية المعتمدة المشتهرة، كالكتب الستة وغيرها، وهذا النوع لقي اهتماماً بالغاً من المتأخرين.

ويتفرع عنه: الموافقة، والإبدال، والمساواة، والمصافحة (١).

الثالث: هو ما يُسمى بالعلو المعنوي، ويعتمد على صفات القبول في الراوي، كأن يكون أفقه أو أتقن، أو أضبط، أو أكثر ملازمة للمروي عنه …

وهو قسمان:

الأول: العلو بتقدم موت الراوي في هذا السند، على موت الراوي في السند الآخر، ولو تساويا في العدد.

الثاني: العلو بتقدم السماع من الشيخ، فمن سمع من الشيخ قبل الآخر كان حديثه أعلى من الثاني بشرط تساوي العدد بينهما (٢).

وقد بنبه الكرماني في شرحه الإسناد العالي عن البخاري وخصوصا القسم الأول «العلو المطلق» ثلاثيات البخاري.

مثاله قال البخاري: «حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّا


(١) ينظر إلى تعريفها في علوم الحديث لابن الصلاح، ص ٣٦٤، وتقريب النووي، ص ٨٤ - ٨٥.
(٢) ينظر التقريب والتيسير للنووي، ص ٨٤ - ٨٥، ومعرفة علوم الحديث، ص ٢٥٦ - ٢٦٠، وتدريب الراوي، ص ٢/ ٦٠٧ - ٦١٣. ومنهج النقد، ص ٣٦٠ - ٣٦١.

<<  <   >  >>