للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبين الكرماني ماورد في الرواية أنه من كلام رسول الله ، وليس من قبيل شك الراوي أو تردده.

مثاله: أخرج البخاري في كتاب الجنائز: «عن محمد بن المكندر قال سمعت جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللهِ قَالَ لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أَبْكِي، وَيَنْهَوْنِي عَنْهُ وَالنَّبِيُّ لَا يَنْهَانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي، فَقَالَ النَّبِيُّ «تَبْكِينَ أَوْ لَا تَبْكِينَ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ» (١).

فقوله : تبكين أولا تبكين هي من باب التخيير من كلام رسول الله للتسوية بين البكاء وعدمه أي: فوالله أن الملائكة تظله سواء تبكين أم لا» (٢).

إذاً لمعرفة حرف العطف أو في الروايات أكان من قبيل الشك، أو التنويع، أو التخيير … لابد من معرفة السياق وتمعّنه بشكل جيد، والاستعانة بالقرائن على ذلك، ومعرفة الروايات الأخرى للحديث وطرقه.

* * *


(١) أخرجه البخاري، كتاب: الجنائز، باب: الرَّجُلِ يَنْعَى إلَى أَهْلِ الْمَيّتِ، رقم (١١٧٥).
(٢) الكواكب الدراري، ٧/ ٥٦.

<<  <   >  >>