الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول: أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه. كما في الدر ٥/ ١٥٩. فأقول: وهو ضعيف جداً؛ جويبر هذا قال الدار قطني وغيره: متروك. ومثله ما ذكره الواحدي في أسباب النزول ص (٢٥٩): قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث، وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى بلاد فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشاً ويقول لهم: إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستملحون حديثه ويتركون سماع القرآن، فنزلت فيهم هذه الآية.
قلت: والكلبي، ومقاتل متروكان أيضاً متهمان بالكذب مع ما في روايتهم من المخالفة لرواية جويبر، وعزاه السيوطي للبيهقي عن ابن عباس بنحو روايتهما في شعب الإيمان، ولم يتيسر لي الوقوف عليه فيه لأنظر في إسناده، وما أراه يصح، ولعله لذلك لم يذكره: ابن جرير، وابن كثير، وغيرهما من الحفاظ المحققين، بل أشار القرطبي إلى تضعيفه بقوله (١٤/ ٥٢)، وقيل: نزلت في النضر بن الحارث … وكذلك قال الزمخشري من قبل (٣/ ٢١٠) ولم يتعقبه الحافظ ولا تعرض له بتخريج، وكذلك فعل سلفه الزيلعي في تخريج الكشاف).
[قريش يهددون أبا طالب]
قوله: (وجاءت سادات قريش إلى أبي طالب فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين.
عَظُم على أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد، فبعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني فقالوا لي