قوله:(وكذلك سأله عوف بن الحارث وهو ابنُ عفراءَ قال: يا رسولَ اللهِ، ما يُضحِكُ الربَّ من عبدِهِ؟ قال: غَمْسُهُ يدَهُ في العدوِّ حاسرًا، فنزعَ درعًا كانت عليه فقَذَفَهَا، ثم أخذَ سيفَهُ فقاتلَ حتى قُتِلَ).
التعليق: منكر
قال العلامة الألباني - رحمه الله - (١): (أخرجه ابن إسحاق في " السيرة "(٢/ ٢٦٨): حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن عوف بن الحارث - وهو: ابن عفراء - قال: يا رسول الله! ما يضحك .. إلخ، فنزع درعاً كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل، -رحمه الله-.
ورواه ابن أبي شيبة في " المصنف "(٥/ ٣٣٨): حدثنا يزيد بن هارون: أنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: قال معاذ بن عفراء ..
كذا قال (معاذ بن عفراء)، وهو خطأ، والظاهر أنه سقط منه:" الحارث، وهو أخو .. ".
وأخرجه أبو نعيم في " المعرفة "(٢/ ١٢٩/ ١) من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق به معنعناً مثل رواية " السيرة ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، وفيه علتان، إحداهما ظاهرة: وهي الإرسال؛ فإن (عاصم بن عمر) تابعي لم يدرك القصة، فالله أعلم بمن أخبره بها.
والأخرى ظاهرة أيضاً: في رواية (يزيد بن هارون) و (إبراهيم بن سعد)، وهي عنعنة ابن إسحاق؛ فقد كان مدلساً معروفاً بذلك، إلا أنه قد صرح بالتحديث في رواية "السيرة "، لكنها من رواية (زياد بن عبد الله