للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرجه الحاكم (٣/ ٢٣) حديث (٤٢٩٩)، والبيهقي (٥/ ٢٨٥) من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: كنا يومَ بدرٍ ثلاثةً على بعيرٍ كان أبو لبابةَ، وعليُّ بنُ أبي طالبٍ زميلَي رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- قال: وكانت عقبةُ (١) رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- قال: فقالا: نحن نمْشي عنكَ. فقال: "ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجرِ منْكما ". وحسنه الألباني (٢)، وشعيب الأرناؤوط (٣).

[مشكلة قبائل بني بكر]

قوله: (ولما أجمع هذا الجيش على المسير ذكرت قريش ما كان بينها وبين بني بكر من العداوة والحرب، فخافوا أن تضربهم هذه القبائل من الخلف، فيكونوا بين نارين، فكاد ذلك يثنيهم، ولكن حينئذ تبدى لهم إبليس في صورة سُرَاقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي- سيد بني كنانة - فقال لهم: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه.

[إبليس ينسحب عن ميدان القتال]

ولما رأى إبليس -وكان قد جاء في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي كما ذكرنا، ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت- فلما رأى ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه، وتشبث به الحارث بن هشام -وهو يظنه سراقة- فوكز في صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هاربًا، وقال له المشركون: إلى أين يا سراقة؟ ألم تكن قلت: إنك جار لنا،


(١) أي: نوبته في المشي، كانوا يتعاقبون البعير: يركبون واحداً بعد واحد.
(٢) السلسلة الصحيحة حديث (٢٢٥٧)، وتخريج فقه السيرة ص (٢١٩).
(٣) تحقيق المسند (٧/ ١٧) وقال: (إسناده حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- روى له الشيخان مقروناً وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم).

<<  <   >  >>