كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق، فظن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن عمه خاذله، وأنه ضعُف عن نصرته، فقال:(يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر -حتى يظهره الله أو أهلك فيه- ما تركته)، ثم استعبر وبكى، وقام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فلما أقبل قال له: اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فو الله لا أُسْلِمُك لشيء أبدًا وأنشد:
والله لن يصلوا إليك بجَمْعِهِم … حتى أُوَسَّدَ في التراب دفينًا
قال الألباني -رحمه الله- (١): (وهذا إسناد ضعيف معضل، يعقوب بن عتبة هذا من ثقات أتباع التابعين، مات سنة ثمان وعشرين ومائة. وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى بسند حسن لكن بلفظ: (ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك، على أن تستشعلوا لي منها شعلة يعني: الشمس). وقد خرجته في (الأحاديث الصحيحة) رقم (٩٢).
[قريش بين يدي أبي طالب مرة أخرى]
قوله: (ولما رأت قريش أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماض في عمله عرفت أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنه مجمع لفراقهم وعداوتهم في ذلك، فذهبوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة وقالوا له: يا أبا طالب!، إن هذا الفتى أنْهَدَ فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدًا فهو لك، وأسْلِمْ إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو