للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله بن الحر الأموي وهو منقطع أيضاً، وفيه أيضاً ١/ ١٥٩، وعند ابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٥٩٢) من كلام عثمان -رضي الله عنه- لمحمد بن أبي بكر، وقال فيه: "يا ابن أخي أنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زوجني ابنتيه. إحداهما بعد الأخرى ثم قال: فذكر نحو حديث عبد الله بن الحسن". وهذا أثر باطل فإنه من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه. قال الذهبي عن الدار قطني: "هما ضعيفان"، وقال أبو حاتم: "متروك"، وقال ابن حبان: "يضع الحديث" الميزان (٢/ ٦٦٦))

[قدوم كعب بن زهير بن أبي سلمى]

قوله: (كان من بيت الشعراء، ومن أشعر العرب، وكان يهجو النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما انصرف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من غزوة الطائف سنة ٨ هـ، كتب إلى كعب بن زهير أخوه بُجَيْر بن زهير أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قتل رجالاً بمكة ممن كانوا يهجونه ويؤذونه، ومن بقي من شعراء قريش هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فَطِرْ إلى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فإنه لا يقتل أحداً جاء تائباً، وإلا فانج إلى نجاتك، ثم جرى بين الأخوين مراسلات ضاقت لأجلها الأرض على كعب، وأشفق على نفسه، فجاء المدينة، ونزل على رجل من جُهَيْنَةَ، وصلى معه الصبح، فلما انصرف أشار عليه الجهني، فقام إلى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- حتى جلس إليه، فوضع يده في يده، وكان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لا يعرفه فقال: يا رسول اللّه، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائباً مسلماً، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال: (نعم).

قال: أنا كعب بن زهير، فوثب عليه رجل من الأنصار يستأذن ضرب عنقه، فقال: (دعه عنك، فإنه قد جاء تائباً نازعاً عما كان عليه).

وحينئذ أنشد كعب قصيدته المشهورة التي أولها:

بانت سعاد فقلبي اليوم مَتْبُول … مُتَيَّمٌ إثْرَهَا، لم يُفْدَ مَكْبُول

<<  <   >  >>