للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزهري عن سعيد بن المسيب به مطولاً. قلت: وإسناده واه جداً من أجل محمد بن عمر وهو الواقدي وهو متروك.

وأما حديث: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) فصحيح اتفق الشيخان على إخراجه وأما سببه المذكور فلا يصح وإن جزم به العسكري ونقله عنه المناوي في " فيض القدير " ساكتاً عليه غير مبين لعلة! وتبع العسكري آخرون كابن بطال والتوربشني كما نقله الحافظ في " الفتح " (١) (١٠/ ٤٤٠) وأشار إلى ضعفه فراجعه إن شئت).

قال الحافظ ابن حجر (٢): (وَفِي إسْنَادِهِ الْوَاقِدِيُّ).

* * * *

[سرية أبي سلمة]

قوله: (أول من قام ضد المسلمين بعد نكسة أحد هم بنو أسد بن خزيمة، فقد نقلت استخبارات المدينة أن طلحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعون بني أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسارع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بعث سرية قوامها مائة وخمسون مقاتلاً من المهاجرين والأنصار، وأمر عليهم أبا سلمة، وعقد له لواء. وباغت أبو سلمة بني أسد بن خزيمة في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم، فتشتتوا في الأمر، وأصاب المسلمون إبلاً وشاء لهم فاستاقوها، وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين لم يلقوا حرباً.

كان مبعث هذه السرية حين استهل هلال المحرم سنة ٤ هـ. وعاد أبو سلمة وقد نفر عليه جرح كان قد أصابه في أحد، فلم يلبث حتى مات).


(١) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١٠/ ٥٣٠): (وَأَخْرَجَ قِصَّتَهُ ابن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي بِغَيْر إِسْنَاد).
ط. دار المعرفة، بيروت، ١٣٧٩ هـ.
(٢) التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (٤/ ٢٠٢) طبعة مؤسسة قرطبة، مصر، الأولى، ١٤١٦ هـ.

<<  <   >  >>