ليطأ على رقبته قال: فما فجئهم منه إلا هو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: مالك؟ قال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً). ورواه البخاري في صحيحه (١) مختصراً عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ النبي -صلى الله علبه وسلم- فقال:(لو فعل لأخذته الملائكة). …
[مساومات وتنازلات]
قوله: (روى ابن إسحاق بسنده، قال: اعترض رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف بالكعبة - الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، والوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل السهمي -وكانوا ذوي أسنان في قومهم- فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله -تعالى- فيهم:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} السورة كلها.
وأخرج عَبْدُ بن حُمَيْد، وغيره عن ابن عباس أن قريشًا قالت: لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك. فأنزل الله:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} السورة كلها.
وأخرج ابن جرير وغيره عنه أن قريشًا قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فأنزل الله:{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ}[الزمر: ٦٤].
التعليق: لا يصح سبب نزول سورة الكافرون.
(١) كتاب التفسير، باب (كلا لئن لم ينته لننسفعن بالناصية، ناصية كاذبة خاطئة)، حديث رقم (٤٦٧٥).