للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعله مما يقوِّي معنى ما في الأثرين: حديثٌ مرسل، رواه مالك في "الموطأ" (٩٤٤) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا رُئِيَ إِبْلِيسُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَذَلِكَ مِمَّا يَرَى مِنْ تَنْزِيلِ الرَّحْمَةِ وَالْعَفْوِ عَنِ الذُّنُوبِ، إِلاَّ مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ. (١) وقوله: (يزع الملائكة) أي: يرتبهم، ويسويهم، ويصفهم للحرب.

فهذه القصة -لتعدد طرق ورودها- يحتمل أن تكون صحيحة مقبولة). (٢)

[الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقوم بعملية الاستكشاف]

قوله: (وهناك قام -صلى الله عليه وسلم- بنفسه بعملية الاستكشاف مع رفيقه في الغار أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وبينما هما يتجولان حول معسكر مكة إذا هما بشيخ من العرب، فسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قريش وعن محمد وأصحابه -سأل عن الجيشين زيادة في التكتم - ولكن الشيخ قال: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أخبرتنا أخبرناك)، قال: أو ذاك بذاك؟ قال: (نعم).

قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا - للمكان الذي به جيش المدينة. وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا - للمكان الذي به جيش مكة.

ولما فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:


(١) ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب حديث (٧٣٩).
(٢) موقع الإسلام سؤال وجواب بتصرف يسير: http:// islamqa.info/ ar/ ١٤٢٥٧٧

<<  <   >  >>