لا تفارقنا؟ فقال:{إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الأنفال: ٤٨]، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر).
التعليق:
(اشتهر في كتب التفسير والسيرة أن الشيطان كان حاضراً معركة "بدر"، وأنه تشكَّل على صورة "سراقة بن مالك"، ويُذكر ذلك في تفسير قوله تعالى:(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(الأنفال/ ٤٨).
ولكن ذلك لم يثبت بإسنادٍ صحيح إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل روي ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وفي إسناده نظر؛ فهو من رواية علي بن أبي طلحة عنه.
وقد روى الطبراني في "المعجم الكبير"(٥/ ٤٧) عن رفاعة بن رافع الأنصاري نحو رواية ابن عباس، وإسناده ضعيف؛ فيه "عبد العزيز بن عمران"، وهو ضعيف، وقد ضعفه الهيثمي بسببه في "مجمع الزوائد"(٦/ ٨٢).