فهذا ليس انتحاراً يأساً من الحياة، وإنما هو استشهاد في سبيل الله، وشوقاً إلى لقائه في جنة عرضها السماوات والأرض).
[مصرع أبي جهل]
قوله:(ولما انتهت المعركة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من ينظر ما صنع أبو جهل؟) فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني؟ أأعمد من رجل قتلتموه؟ أو هل فوق رجل قتلتموه؟ وقال: فلو غير أكَّار قتلني، ثم قال: أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قال: لله ورسوله، ثم قال لابن مسعود - وكان قد وضع رجله على عنقه-: لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِي الغنم، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة.
وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال:(الله الذي لا إله إلا هو؟) فرددها ثلاثًا، ثم قال:(الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه)، فانطلقنا فأريته إياه، فقال:(هذا فرعون هذه الأمة).
التعليق: سنده منقطع.
قال الألباني (١): (رواه بنحوه ابن هشام (٢/ ٧٢) عن ابن إسحاق بدون إسناد، وبعضه في المسند (رقم ٤٢٤٦)، والبيهقي (٩/ ٦٢) عن ابن مسعود بسند منقطع، وقصة قتل ابن مسعود لأبي جهل صحيحة رواها: البخاري (٧/ ٢٣٥)، ومسلم (٥/ ١٨٣ - ١٨٤)، وأحمد من حديث أنس (٣/ ٢٣٦، ١٢٩، ١١٥)).