للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواه ابن هشام في السيرة (١/ ٦٦١): (قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْر - فذكرهِ-).

ورواه الطبراني في الكبير حديث رقم (١٣٥٨٧) عن عروة بن الزبير.

قال الهيثمي (١): (رواه الطبراني مرسلاً وإسناده جيد).

وقال الدكتور العمري (٢): (ابن حجر: الإصابة (٣/ ٣٦) من مرسل عروة بن الزبير والزهري، وفي الغالب فإن الزهري يرويها عن عروة فيتحد المخرج ولا يقوي المرسل).

[نموذج من مكيدة اليهود]

قوله: (قال ابن إسحاق: مر شاس بن قيس - وكان شيخاً [يهودياً] قد عسا، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم - على نفر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شاباً من يهود كان معه، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة - يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم - وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة - والظاهرة: الحَرَّة -السلاح السلاح، فخرجوا إليها [وكادت تنشب الحرب]. فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه


(١) مجمع الزوائد (٨/ ٢٨٤) حديث رقم (١٤٠٦٣).
(٢) السيرة النبوية الصحيحة للعمري (٢/ ٣٧٣).

<<  <   >  >>