للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: (بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم)، قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إلي قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (الفاروق) يومئذ.

التعليق: قصة إسلام عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- ضعيفة، ومتنها منكر بالرغم من شهرتها.

قال الألباني -رحمه الله- (١): (منكر: أخرجه أبو نعيم في (الحلية) (١/ ٤٠) من طريق إسحاق بن عبد الله، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سألت عمر -رضي الله عنه-: لأي شيء سميت (الفاروق)؟ (٢) قال:

أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة هي أحب إلي من نسمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلت: أين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن [أبي] (٣) الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب، قال: فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثيابه ثم نتره نترة فما تمالك أن وقع على ركبتيه، فقال:

(ما أنت بمنته يا عمر؟) قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك محمداً عبده ورسوله. قال: فكبر أهل الدار


(١) السلسلة الضعيفة للألباني (١٤/ ٧٤) حديث رقم (٦٥٣١).
(٢) أما حديث: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرق به بين الحق والباطل). ضعفه الألباني، لكن الشطر الأول من الحديث صحيح مخرج في "المشكاة" (٦٠٤٢). انظر: الضعيفة حديث رقم (٣٠٦٣).
(٣) مابين المعقوفتين ليست في أصل الشيخ -رحمه الله-، تبعاً لـ "الحلية".

<<  <   >  >>