للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديثه نظر). وقال النسائي: (ليس بثقة). وقال ابن عدي: (ضعيف، ومع ضعفه يكتب حديثه).

ومن طريقه أخرجه عبد الله بن أحمد في (فضائل الصحابة) (١/ ٢٨٥)، وذكر في إسلام عمر -رضي الله عنه- عدة روايات لا يصح شيء من أسانيدها- مع وضوح التعارض بينها- …

(تنبيه): عزا الحافظ حديث ابن عباس لأبي جعفر بن أبي شيبة، وحديث عمر للبزار، وسكت عنهما في "الفتح" (٧/ ٤٨) فما أحسن، لأنه يوهم - حسب اصطلاحه- أن كلاً منهما حسن، وليس كذلك -كما رأيت-، ولعل ذلك كان السبب أو من أسباب استدلال بعض إخواننا الدعاة على شرعية (المظاهرات) المعروفة اليوم، وأنها كانت من أساليب النبي - صلى الله عليه وسلم- في الدعوة! ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم) (١).

قال الذهبي -رحمه الله- (٢) عن القاسم بن عثمان البصري: (حدث عن إسحاق الأزرق بمتن محفوظ، وبقصة إسلام عمر، وهي منكرة جداً).

قال العمري-حفظه الله- (٣): (إسناد البيهقي، وابن سعد فيه: القاسم بن عثمان البصري ضعيف، ومتنه منكر جداً).

وقال أيضاً: (أما قصة استماعه القرآن يتلوه الرسول - صلى الله عليه وسلم- في صلاته قرب الكعبة وعمر مستخف بأستارها، وكذلك قصته مع أخته فاطمة حين لطمها لإسلامها وضرب زوجها سعيد بن زيد، ثم اطلاعه على صحيفة فيها آيات، وإسلامه، فلم يثبت شيء من هذه القصص من طريق صحيحة). (٤)


(١) انظر: تحقيق الشيخ علي حشيش -حفظه الله- لقصة إسلام عمر وبيان ضعفها، وحكم المظاهرات في الشريعة فإنه جيد. مجلة التوحيد. العدد (٢٦٠).
(٢) لسان الميزان (٤/ ٤٦٣).
(٣) السيرة النبوية الصحيحة (١/ ١٨٠).
(٤) وقد توسع الشيخ محمد بن رزق الطرهوني-حفظه الله- في السيرة الذهبية (٢/ ٣١٩ - ٣٢٩) في ذكر الطرق والروايات الواردة في قصة إسلام عمر وبين ما فيها من ضعف، فليراجع.

<<  <   >  >>