للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متهم بالكذب وهو الواقدي المشهور صاحب كتاب (المغازي) المطبوع في الهند، ثم في مصر.

وظني أن الدكتور-البوطي- لا يعلم أن محمد بن عمر هذا هو الواقدي وإن كان يعلم ذلك فظني أنه لا يعرف شيئاً من ترجمته عند أهل الحديث؛ ولذلك أنقل شهادة حافظين من حفاظ المحدثين المشهورين، فقال الإمام الذهبي في كتابه (الضعفاء والمتروكين):

(محمد بن عمر بن واقد الواقدي قال النسائي: يضع الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه).

وقال الحافظ ابن حجر في (التقريب): (متروك مع سعة علمه) يعني أنه شديد الضعف في الرواية (١).

وإنما ظننت أن الدكتور لا يعلم ذلك للأمر بحسن الظن بالمسلم وإلا فهل يعقل أن يعرف الدكتور حال الواقدي هذه وسقوط روايته …

ويشهد لما أقول: أن هذا الحديث قد أخرجه الإمام أحمد (٢) في (المسند) (٣/ ٤٩٢ و ٤/ ٦٣ و ٣٤١ و ٥/ ٣٧٦) والبيهقي بأسانيد عن غير واحد من الصحابة وأحدهما عند ابن إسحاق في (السيرة) (٢/ ٦٤ - ٦٥) بنحوه وأحد إسنادي أحمد صحيح وأخرجه البيهقي أيضاً كما في (البداية) (٣/ ١٣٩) وطرفه الأول له شاهد في (المستدرك) (٢/ ٦٢٤) من حديث جابر مطولاً وصححه ووافقه الذهبي.

قلت: فلو أن الدكتور كان يعلم هذه الطرق ويعلم ذلك الضعف


(١) قال الألباني: (ولذلك لا ينبغي أن يغتر أحد بما ذهب إليه ابن سيد الناس في مقدمة كتابه (عيون الأثر) من توثيق الواقدي فإنه خالف ما عليه المحققون من الأئمة قديماً وحديثاً ولمنافاته علم المصطلح على وجوب تقديم الجرح المفسر على التعديل وأي جرح أقوى من الوضع؟ وقد اتهمه به أيضاً الإمام الشافعي الذي يزعم البوطي أنه يقلده وأبو داود وأبو حاتم، وقال أحمد: كذاب).
(٢) قال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (٣/ ٤٩٢): (صحيح لغيره وهذا إسناد حسن عبد الرحمن بن أبي الزناد ينزل عن رتبة الصحيح وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح).

<<  <   >  >>