أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير"(ص ٦ - هندية)، والبيهقي في "الدلائل"(٢/ ٥٠٧)، وأحمد (٣/ ٢٢٢) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. وأخرجه أحمد (٣/ ١٢٢) من طريق آخر عن ثابت مختصراً.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الحافظ في "الفتح"(٧/ ٢٥١) رضى به -كما في قاعدته -.
وتابعه عبد العزيز بن صهيب عن أنس به نحوه مطولاً. أخرجه البخاري (٣٩١١)، وأحمد (٣/ ٢١١).
والمقصود أن هذه الأحاديث الصحيحة تؤكد نكارة ذكر الدفوف والغناء في حديث الترجمة ونحوه.
ويمكن أن يقال مثل ذلك في قصة الناقة، وبخاصة في بروكها على باب أبي أيوب، فإن المعروف في كتب السيرة، أنها بركت حين أتت دار بني مالك بن النجار على باب مسجده -صلى الله عليه وسلم-، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار، هكذا ساقه ابن هشام في "السيرة"(٢/ ١١٢ - ١١٣) عن ابن اسحاق معضلاً بدون إسناد مطولاً، وفيها تكرار جملة:
"خلوا سبيلها، فإنها مأمورة" كلما مر -صلى الله عليه وسلم- بدارٍ من دور الأنصار، وقالوا له: أقم عندنا في العدد والعُدّة والمنعة. ومن رواية ابن إسحاق هذه ساقها بطولها ابن كثير في "البداية"(٣/ ١٩٨ - ١٩٩) ولم يسندها.
(تنبيه): عزا الحافظ في "الفتح" حديث الترجمة في موضعين منه (٧/ ٢٤٥، ٢٦١) إلى الحاكم، وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن كثير، ولكنه قرنه بتحفظ غريب غير معتاد، فقال بعدما ساقه من رواية البيهقي بإسناده (٣/ ٢٠٠):
"هذا حديث غريب من هذا الوجه، لم يروه أحد من أصحاب "السنن" وقد أخرجه الحاكم - كما يروى -"!