للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن رواياته عنه أخذها عن أهل بيته، فهي صحيحة عندهم).

قال الشيخ عبد الله بن مانع -حفظه الله-: (وقرر الحافظ ابن رجب نحوه في شرح العلل، ونقل عن الأئمة ما يدل على ذلك، وقد قال الدار قطني في سننه في كتاب الديات (١): (لما رواه أبو عبيدة عن أبيه بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه ولا تأويل، وأبو عبيدة أعلم بحديث أبيه وبمذهبه من خُشَيف بن مالك ونظرائه). والأصل في رواية أبي عبيدة عن أبيه القبول إذا استقام الإسناد والمتن).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢): (ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه؛ لكن هو عالم بحال أبيه، متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال متكررة من عبد الله -رضي الله عنه- فتكون مشهورة عند أصحابه، فيكثر المتحدث بها، ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة؛ فلهذا صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه، وإن قيل: إنه لم يسمع من أبيه).

الخلاصة: أن قصة مقتل ابن مسعود لأبي جهل صحيحة فقد وردت في البخاري (رقم ٣١٤١، ٣٩٦٤، ٣٩٦٣، ٣٩٦٢، ٣٩٦١)، وصحيح مسلم (رقم ١٨٠٠).

دون هذه اللفظة (هذا فرعون هذه الأمة)، وقد عرفت الخلاف الوارد فيها؛ لأنها من رواية أبي عبيدة عن أبيه ابن مسعود وهو لم يسمع منه.

ولمزيد من البحث انظر:

- النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة للشيخ أبي إسحاق الحويني (١/ ٢٦ - ٣١) حديث رقم (٦).


(١) سنن الدار قطني (٢/ ١٧٣).
(٢) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٠٤).

<<  <   >  >>