للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(كيف تجدك؟) قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأتيته وهو بآخر رمق، وفيه سبعون ضربة: ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليك السلام، ويقول لك: (أخبرني كيف تجدك؟) فقال: وعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السلام، قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته).

التعليق: ضعيف، وسنده معضل.

قال الألباني (١): (وهذا إسناد معضل وقد روي موصولا كما بينته في (تخريج فقه السيرة للغزالي) (٢٨٩ - ٢٩٠)

قال أيضاً (٢): (أخرجه (ابن إسحاق) من طريق محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة المازني مصرحاً بسماعه منه مرفوعاً به، كما في سيرة ابن هشام (٢/ ١٤٠ - ١٤١) وهذا إسناد معضل، وقد رواه الحاكم (٣/ ٢٠١) من طريق محمد بن إسحاق أن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة حدثه عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. وأنا أخشى أن يكون سقط من السند (محمد) بن عبدالله بن عبدالرحمن بن إسحاق، وعبدالله بن عبدالرحمن، فإنهم لم يذكروا ابن إسحاق في الرواة عن عبدالله بن عبدالرحمن، وعليه يكون الحديث مرسلاً وبه أعله الذهبي؛ لأن عبدالله هذا تابعي، وأما أبوه عبدالرحمن بن أبي صعصعة فصحابي، فلو أن سند الحاكم سلم من السقط لكان الحديث متصلاً ولما أعله الذهبي بالإرسال، والله أعلم.

والحديث رواه مالك (٣) عن يحيى بن سعيد معضلاً، ونقل السيوطي


(١) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة ص (٢٩).
(٢) تخريج فقه السيرة (٢٨٩).
(٣) الموطأ (١/ ٣٧٨) حديث (٩٦٢)، تحقيق بشار معروف ومحمود خليل، مؤسسة الرسالة، ١٤١٢ هـ.

<<  <   >  >>