للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَظُنُّهُ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا لِأَنَّ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَظَاهِرُهُ يَقْتَضِي أَنَّهَا غَيْرُ أُحُدٍ لِأَنَّ سَهْلًا مَا كَانَ حِينَئِذٍ مِمَّنْ يُطْلَقُ عَلَى نَفْسِهِ ذَلِكَ لِصِغَرِهِ لِأَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِخَمْسِ سِنِينَ فَيكون فِي أحد ابن عشرَة أَو إِحْدَى عشرَة على أَنه قد حَفِظَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ أُحُدٍ مِثْلَ غَسْلِ فَاطِمَةَ جِرَاحَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-).

* * * *

قوله: (هذا كان في القتلى رجل من يهود بني ثعلبة، قال لقومه: يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم حق. قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال: لا سبت لكم. فأخذ سيفه وعدته، وقال: إن أصبت فمالي لمحمد. يصنع فيه ما شاء، ثم غدا فقاتل حتى قتل. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مُخَيرِيق خير يهود).

التعليق: ضعيف

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي (١): (روى ابن سعد ذلك بأسانيد متعددة، وفيها ضعف، والله أعلم).

وقال العمري (٢): (ولم يصح في إسلامه حديث ولكن نص على ذلك ابن إسحاق والواقدي دون إسناد، ويؤيده أن ابن حجر ترجم له في الصحابة. الإصابة (٦/ ٥٧)).

لكن ذكر ابن حجر له في كتابه فليس فيه إثبات الصحبة فقد ذكره في القسم الأول وهو من وردت صحبته من طريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، وسكوته كما لا يفيد الجزم بعدم إسلامه لا يفيد جزمه بصحبته.

(وعلى فرض صحة القصة فإن المراد بخير يهود أي: في تلك الغزوة، وإلا فإن خير من أسلم من يهود هو عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-


(١) فتح الباري (٢/ ٤٨٥).
(٢) السيرة النبوية الصحيحة (٢/ ٣٨٩).

<<  <   >  >>