للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الدكتور حافظ بن محمد الحكمي (١): (بعد دراسة وتأمل لتلك العناوين رأيت أن العنوان المناسب لهذه الحادثة هو: (غزوة الحديبية) وذلك للأمور التالية:

أولاً: أنه موافق لاصطلاح أهل السير والمحدثين.

قال الزرقاني (٢): (وقد جرت عادة المحدثين وأهل السير واصطلاحهم غالباً أن يسموا كل عسكر حضره النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه الكريمة (غزوة)، وما لم يحضره بل أرسل بعضاً من أصحابه إلى العدو (سرية)، أو (بعثاً)).

ثانياً: ما يحمله لفظ (غزوة) من إيحاءات عميقة تعطي الحادثة اعتباراً خاصاً في شعور المسلم ولا توجد في مثل: لفظ (قصة) و (أمر)؛ ذلك لأن لفظ (غزوة) أصبح ملازماً لشخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تكاد ترى أو تسمع هذه اللفظة حتى يسرح بك الخيال من وراء تلك الأجيال المتعاقبة لترى تحركات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الأبرار يزلزلون الطغاة وأتباعهم.

ثالثاً: شمول هذا العنوان لجميع تحركات الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه الحادثة ابتداء من إحرامه بالعمرة ومروراً بالبيعة والصلح إلى رجوعه للمدينة.

رابعاً: ورود عدة أحاديث تصرح بأن الصحابة -رضوان الله عليهم -كانوا يسمونها (غزوة) ومن تلك الأحاديث ما يلي:

عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- قال: "غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات فذكر خيبر، والحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد، قال يزيد: ونسيت بقيتهم". (٣)


(١) مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة ص (١٤ - ١٦)، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة، الأولى، ١٤٠٦ هـ.
(٢) شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ١/ ٣٨٧.
(٣) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، حديث (٤٠٢٤)، وأخرجه أحمد في مسنده ٤/ ٥٤.

<<  <   >  >>