للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فائدة: رواية ابن إسحاق عن عروة أن الناس قد صاحوا في وجوههم لما عادوا إلى المدينة (يا فرار فررتم في سبيل الله فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله).

قال ابن كثير (١): (وهذا مرسل من هذا الوجه، وفيه غرابة … ).

قال الألباني (٢): (هذا منكر بل باطل ظاهر البطلان إذ كيف يعقل أن يقابل الجيش المنتصر مع قلة عَدده وعُدده على جيش الروم المتفوق عليهم في العَدد والعُدد أضعافاً مضاعفة كيف يعقل أن يقابل هؤلاء من الناس المؤمنين بحثو التراب في وجوههم ورميهم بالفرار من الجهاد وهم لم يفروا بل ثبتوا ثبوت الأبطال حتى نصرهم الله وفتح عليهم كما في حديث البخاري: ( … حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم)

ومن العجائب أن الدكتور بعد أن ذكر هذا الحديث الصحيح وأتبعه بقوله:

(وهذا الحديث يدل كما ترى أن الله أيد المسلمين بالنصر أخيراً). فإنه مع ذلك أورد هذه الزيادة المنكرة فقال (٢/ ١٨٠):

(وأما سبب قول الناس للمسلمين بعد رجوعهم إلى المدينة: يا فرار … فهو أنهم لم يتبعوا الروم ومن معهم في هزيمتهم … )

فنقول: إن هذا التأويل بعيد جداً ثم إن التأويل فرع التصحيح كما هو مقرر في (الأصول) فهلا أثبت هذه الرواية يا فضيلة الدكتور حتى يسوغ لك أن تتأولها لتقضي به على هذا المعنى المستنكر الظاهر منها؟ وإلا فالواقع أن الأمر كما تقول العامة: هذا الميت لا يستحق هذا العزاء … ). (٣)


(١) البداية والنهاية (٤/ ٢٤٨).
(٢) دفاع عن الحديث والسيرة ص (٣١).
(٣) ما شاع ولم يثبت في السيرة ص (١٨٣ - ١٨٤).

<<  <   >  >>