وقد بقيت في النفس رغبة إلى ملء تلك الفجوة والفراغ وإضافة بعض الزيادات فيما بعد، ولكن مضت الأيام والأعوام ولم يقدر لي ذلك، حتى تَقادم العَهْدُ وانفلت الزمامُ، وكنت أحيانًا أثبت في الكتاب أشياء، وربما أقدم أو أؤخر، أو أضيف أو أعدل أشياء، وهي وإن لم تكن عين ما كانت تتحدث به النفس عند التأليف، لكنها مهمة ومفيدة في السيرة - إن شاء الله-، وكذلك اطلعت على مصادر قديمة أغنتني إلى حد كبير عما كنت أحَلْتُ إليه من المراجع الحديثة، فأدخلت كل ذلك في هذه الطبعة بتوفيق الله.
وقد كنت أرجو ظهور بعض الملحوظات العلمية القيمة، أستفيد بها في صلب بعض الموضوعات، لكن الذي وصلني منها لا يمس الجوهر، وإنما يمس بعض الأمور الجانبية التي لا تقدم ولا تؤخر، يضاف إلى ذلك أن معظمها خطأ واضح، بل تَخَبُّطٌ غريب لم يكن يُرْجَى مثله من عامة الدارسين، فضلًا عن أصحاب التخصص.
وهذه الطبعة التي تتضمن هذه الإضافات والتغييرات تكون أفضل وأكثر فائدة من الطبعات السابقة - إن شاء الله -، وهي الطبعة الشرعية الوحيدة مع تلك الإضافات والتعديلات. وقد طبع الكتاب قبل ذلك من جهة الرابطة عدة طبعات، كما طبعه بعض الإخوان بإذن من المؤلف، ولكن هناك عشرات الطبعات كلها غير شرعية قام بها الناشرون بغير إذن من المؤلف ولا إشعار له، مستغلين سمعة الكتاب.)
قلت: طبعات الكتاب التي تأخذ إذناً بالطباعة من رابطة العالم الإسلامي مازالت هذه الأخطاء موجودة فيها؛ لأنها تطبع الكتاب على النسخة الأولى التي تقدم بها المؤلف لمسابقة السيرة النبوية، وذلك مثل طبعة دار أولي النهى بالرياض عام ١٤٢٦ هـ؛ ولذا أنصح القراء بشراء الطبعة الجديدة الشرعية التي تطبعها دار الوفاء بمصر صاحبة الحق الشرعي في نشر الكتاب كما يتضح من تفويض المؤلف - رحمه الله - للدار في آخر صفحات الكتاب ص (٥٠٤).