عقب غزوة بني قريظة، فالظاهر أن هذا وهم الراوي، فقد روى ابن إسحاق حديث الإفك عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة، فلم يذكر فيه سعد بن معاذ بل ذكر أسيد بن حضير، قال أبو محمد بن حزم: وهذا هو الصحيح الذي لا شك فيه، وذكر سعد بن معاذ وهم (وانظر زاد المعاد ٢/ ١١٥) والعجب من محمد الغزالي أنه نسب إلى ابن القيم أنه يعتبر هذه الغزوة من حوادث السنة الخامسة (فقه السيرة ص ٢٢٣) مع أن كلامه في الهدى (٢/ ١١٥) يأبى عن ذلك. ص (٣٨٥)
التعديل:
غزوة بني المُصطلق أو غزوة المريسيع
(في شعبان سنة ٥ أو ٦ هـ)
كانت هذه الغزوة في شعبان سنة خمس عند عامة أهل المغازي، وسنة ست على قول ابن إسحاق. (١)
قال في الهامش: واستدل على ذلك بما ثبت في حديث الإفك من أن القضية كانت بعد ما أنزل الحجاب وآية الحجاب نزلت في شأن زينب، وزينب إذ ذاك كانت تحته، فإنه - صلى الله عليه وسلم- سألها عن عائشة فقالت: أحمي سمعي وبصري، قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقد عقد عليها النبي - صلى الله عليه وسلم- في أواخر سنة خمس بعد غزوة بني قريظة، وأما ما وقع في حديث الإفك من أن سعد بن معاذ وسعد بن عبادة تسارعا في أعقاب الإفك، ومعلوم أن سعد بن معاذ مات عقب غزوة بني قريظة، فالظاهر أن هذا وهم من الراوي، فقد روى ابن إسحاق حديث الإفك عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن عائشة فلم يذكر فيه سعد بن معاذ، بل ذكر أسيد بن حضير، قال أبو محمد بن حزم: وهذا هو الصحيح الذي لا شك فيه، وذكر سعد بن معاذ وهم. (وانظر: زاد المعاد ٢/ ١١٥).
وأما الذين قالوا بوقوع هذه الغزوة سنة خمس هـ فقدموا عقده - صلى الله عليه وسلم- على زينب إلى السنة الرابعة، أو أوائل السنة الخامسة، وقالوا: إن ذكر سعد بن معاذ ليس بوهم بل هو ثابت تماماً، والله أعلم. ص (٣٣٣)